هيا بنا نعود الى المسجد..... الشيخ / خالد الطويل امام وخطيب بمحافظة الغربية...

هيا بنا نعود إلى المسجد... الشيخ / خالد الطويل امام وخطيب بالغربية



هيا بنا نعود إلى المسجد
عناصر الموضوع:-
1- المساجد بيوت الله
2- فضل السعي إلى المسجد
3-أخي عالج قلبك بالمسجد
4- رسالة إلى جار المسجد
5- وسائل عملية للعودة إلى المسجد
الموضوع
الحمد لله الذي جعل خير بقاع الأرض المساجد وأكرم زواره في بيوته بالرحمة والمغفرة و منّ علينا بأجمل وصف وهو الإيمان به سبحانه
فقال( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ).التوبة آية18.وأشهد ألا الاه إلا الله القائل(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)الجن آية وأشهد أن سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله علي وسلم خير من صلى وصام وعبد ربه القائل صلى الله عليه وسلم : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) متفق عليه. ثم أما بعد أيها الإخوة المسلمون:-
أحب أن أتحدث معكم في هذا اللقاء عن موضوع مهم وهو دعوة لكل مسلم ومسلمة دعوة لكل من قال لا اله إلا الله محمد رسول الله. لكل من يبغى التغيير والإصلاح له ولغيره. لكل داعية وكل مدعو. لكل رجل وشاب وطفل ألا وهو هيا بنا نعود الى المسجد قالها سيدنا عبد الله بن رواحه في زمن النبوة ولكن بمنطوق آخر قال هيا بنا نؤمن ساعة لأنه الأمر الذي يشغلهم لم يكن في الذهاب إلى المساجد ولم يكن الإيمان أبدا من مشاكلهم بل كانوا دائما حريصين على زيادة الإيمان ولا يقنعون بالقليل من أمور الآخرة أما بعض المسلمين الآن وفى هذا الزمان الذي كثرت فيه شواغل الحياة وسيطرت على الكثير منا فأصبحت المساجد تشكو هجرها من المصلين وربما تدخل بعض المساجد فلا تجد فيها إلا صفا أو صفين على عكس ما نراه في خطبة الجمعة أين يذهب المسلمون طوال الأسبوع؟ وما هو نصيب المساجد من حياتهم ؟ لهذا أحببت أن يكون حديثي معكم عن هذا الموضوع هيا بنا نعود إلى المسجد .
1 - المساجد بيوت الله
أيها المسلمون إن المساجد هي بيوت الله ففيها يذكر اسم الله وينادى فيها إلى طاعته وعبادته وفيها تحيا القلوب وتزكى النفوس وتترطب الألسنة بذكر الله وتتراص الصفوف الغنى بجوار الفقير الرئيس بجوار المرؤوس المتعلم بجوار الأمي الكل يتسابق في بيوت الله لكي ينال رضا مولاه ما أعظم هذا المشهد حيث وحدة القلوب وتحررها من كل ما سوى الله انه مشهد المساواة والعدل والحرية والإخاء الذي ينادى إليه كل المصلحين في كل بلاد الدنيا قال تعالى (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) الجن آية 18.عندما يدرك المسلم إن المساجد بيوت الله ويسعى إلى تعمير هذه البيوت بالصلاة والذكر والعبادة فانه ينفى عن نفسه آفة عظيمة وهى آفة الشرك بالله فهو يمشى إلى المسجد ليس من أجل أن ينال مغنما دنيويا أو يحصل على ثناء أو مدح من أحد وإنما ذهب ليكون زائرا لله يبتغى مرضاته ويحرص على طاعته قال ابن كثير : إن الله أمر عباده أن يوحدوه في مجال عبادته ولا يدعى معه أحد ولا يشرك به . قال قتادة : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله نبيه أن يوحدوه وحده.وهل هناك من بيت تكون ضيفا فيه أفضل من بيت الله؟ حيث الملائكة التي تستغفر لك والرحمة المنتظرة والسكينة التي تغشاك والإخوان الذين تستفيد منهم فيمتلئ قلبك إيمانا بمجرد النظر إلى وجوههم النضرة والآية التي تؤثر في قلبك من سماعك لها في الصلاة أو حينما تقرؤها والعلم النافع الذي تحصل عليه من خطبة أو ندوة أو درس أو جلسة مع الصالحين لماذا اخوانى نضيع كل هذا الفضل ؟ لقد أحصى الإمام الحسن بن على هذا الفضل للمسجد روي عن الإمام الحسن بن على (رضوان الله عليهما):
من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان:
آية محكمة، وأخا مستفادا، وعلما مستطرفا، ورحمة مُنتظرة، وكلمة تدله على الهدى، أو تردّه عن ردى، وترك الذنوب حياء أو خشية
- روى عبدا لرازق في تفسير سورة النور اخبرنا معمر عن أبى إسحاق عن عمرو بن ميمون قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوت الله في الأرض المساجد وان حقا على الله أن يكرم من زاره فيها .
2- فضل السعي إلى المسجد
وتعمير بيوت الله ليس المقصود به بنائها وتشييدها وإضاءتها وفقط وان كان هذا جزء من التعمير المقصود به في قوله تعالى ولكن التعمير كلمة أ شمل وأعم من ذلك. بالله عليكم أخبروني ما قيمة مسجد مساحته كبيرة مبنى على أعلى طراز ومشيد أحسن تشييد ومضاء أفضل إضاءة وهو خالي من المصلين . إن المسجد تبرز قيمته ومكانته عندما يمتلئ بالمصلين . لكم من المساجد تشكو إلى الله هجر بعض المسلمين لها. فاحذر أخي الحبيب أن تكون ممن يسعون لتخريب بيوت الله بهجرهم لها.أو أن تكون ممن تشكوهم بيوت الله لهجرهم لها .قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) التوبة آية 18 فشهد بالإيمان لعمار المساجد.تأمل معي أخي المسلم لهذه الجملة من الفضائل التي ينالها أهل المساجد حتى نقبل جميعا على العودة إلى بيوت الله وتتعلق قلوبنا بها
أ-الإكرام والرضوان من الله لأهل المساجد
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشّش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته )رواه ابن خزيمة في صحيحه. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم ( ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم ) صحيح على شرط الشيخين .انظر أخى الحبيب وصف النبي صلى الله عليه وسلم لقاصد المسجد قال تبشش وفى رواية تبشبش والبش فرح الصديق بالصديق واللطف في المسالة والإقبال عليه هذا فيما بين البشر فما بالنا فيما بين الله وبين أهل المساجد والمعنى أن الله يتلقى قاصد المسجد للصلاة ببره وتقريبه وإكرامه ويتجلى عليهم بالقبول والرضوان لأنه آوى إلى بيته وأراد عبادته وهو جل وعلا الوهاب فكل من ألف الذهاب إلى المساجد واعتاد عليه هذا جزاؤه . وهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم ليبين الفرح العظيم المحسوس الظاهر من أهل الغائب عند تشريفه ورؤية طلعته فإكرام الله اجل وأبهى للمصلى.
ب-الأجر على قدر المشقة والسعي
عن أبى بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أحدا ابعد من المسجد منه وكانت لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفى الرمضاء قال : ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد وفى و رواية( أما والله ما أحب أن بيت مطنّب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم)رواه مسلم.
تأمل أخي الحبيب حرص الصحابة على اخذ الأجر كاملا من الله فلا يحب أن يكون بيته بجوار المسجد أو بجوار منزل رسول الله حتى تكتب له كل خطوة يخطوها ويكون الأجر مضاعفا . وهناك من المسلمين من بيوتهم ملاصقة للمسجد ومكبرات الصوت تضرب آذانهم ولا يسعون إلى المسجد .ما عذرهم أمام الله ؟
كان هذا الصحابي الذي لا نعرف اسمه لا تخطئه صلاة بالمسجد فكم من صلاة تخطئها أخي بالمسجد بل كم صلاة تؤديها بالمسجد في اليوم والليلة؟ سؤال يحتاج إلى إجابة.
ج-الله يكفلهم ويزيد من أرزاقهم ويدخلهم الجنة
عن أبى أمامه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالثلاثة كلهم ضامن على الله ان عاش رزق وكفى وان مات ادخله الله في الجنة من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله )رواه أبو داوود وابن ماجه في صحيحه وصححه الالبانى.فالله كفيل يحفظهم وقادر على زيادة أجرهم يبسط لهم الرزق ويسلمهم من غوائل الشر ويقيهم السوء هم :- أولا القادم إذا سلم على أهله ثانيا قاصد المسجد للصلاة ثالثا المجاهد المحارب لنصرة دين الله تعالى أولئك ثلاثة يلحظهم الله بعنايته فاحرص على أن تكون منهم.
د-أحب الأماكن إلى الله
عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها وابغض البلاد إلى الله أسواقها )رواه مسلم. فالمساجد أحب الأماكن إلى الله تعالى لأنها مصدر الذكر والخير والطاعة والتقى والأسواق شر الأماكن لما فيها من المنكرات والكذب وأهلها يغفلون عن حقوق الله إلا من رحم فاحرص أخي الحبيب على أن تتواجد في أحب الأماكن إلى تعالى
3-عالج قلبك بالمسجد
اخوانى كثيرا ما نشكو ضعف إيماننا وقسوة قلوب بعضنا حيث كثرة الذنوب فنذكر الله ولا نلمس لهذا الذكر أثرا هناك صدأ طرأ على القلب كما يطرأ الصدأ على الحديد فما العلاج؟العلاج هو دوام الاختلاف إلى المسجد. والسؤال الذي يطرح نفسه ما العلاقة بين القلب والمسجد؟ والإجابة أيها المسلمون أن نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم( ورجل قلبه معلق بالمساجد)إذن هناك علاقة بين القلب والمسجد . إن المسجد كفيل بان يوقظ القلوب النائمة والنفوس الغافلة عندما يكون قلب المؤمن سراجا في المسجد وقنديلا فيه معلق فانه يحصل له من الطمأنينة والسكينة والأمان ما هو جدير بأن يرفع إيمانه عن أبى الدر داء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى الجنة )رواه الطبراني وصححه الالبانى . نعم المسجد بيت كل تقي والأتقياء هم أهل الإيمان أصحاب القلوب النظيفة .
اخى الحبيب : كم من السلف الصالح وقد مات بالمسجد لكثرة تعلقه بالمسجد فهذا حماد بن سلمه مات وهو فى صلاة بالمسجد ما أحسنها من خاتمة وما أ سماها من ميتة .بل كان بعض السلف يؤتى بهم محمولين إلى المسجد فما عذرك أمام الله يا من تهجر المسجد؟
4- رسالة إلى جار المسجد
أخي جار المسجد وكل من يسمع الأذان جار للمسجد أين ذهب قلبك عند سماع المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح؟.
أخي جار المسجد هل هناك أفضل من الله حتى تجيبه فكر قليلا إن الله يدعوك لزيارته فهل تقبل دعوة الله؟
أخي جار المسجد تذكر انك ستموت وسيحاسبك الله على عدم تلبية نداءه فأعد لهذا الحساب جوابا
أخي جار المسجد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره فأين إحسانك إلى المسجد خير جار لك؟
أخي جار المسجد أنت اليوم جار للمسجد ولا ندرى غدا جار من تكون؟ويحشر المرء مع من أحب فاجعل المسجد أحب البقاع إلى قلبك
5- وسائل عملية للعودة بنا الى المسجد
1- الدعاء كان النبى صلى الله عليه وسلم فيقول ( اللهم انى أسألك الإيمان والهدى والتقى والعفاف والغنى)
وأيضا يدعو فيقول ( اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسنت عبادتك )
2- القراءة الكثيرة في فضل المشي إلى المسجد في كتب السنة ومنها الترغيب والترهيب للمنذرى ورياض الصالحين للإمام النووي
3- صحبة أهل المساجد فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
4- جاهد نفسك بتطبيق وصية الإمام البنا رحمه الله قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف
اسأل الله أن يعمر قلوبنا بالإيمان وان يرزقنا حبه وحب بيته وان يتقبل منا والحمد لله رب